َّالعراق والكويت ..خيبة الداخل وتزكة العلاقات الاقليمية
نوفمبر 24, 2022
عندما تسمع اسم الكويت تتذكر بريطانيا ..فب بريطانيا في فترة تأسيس دولة الكويت الحالية كانت تحتل العراق..ضروف العراق كانت كما هو احتلال امريكا للعراق..سفارة بريطانيا المحتلة أيام الانتداب البريطاني هي نفسها سفارة امريكا في العراق حاليا..حاولت بريطانيا ان تؤسس دولة عراقية ديمقراطية على النمط الغربي..بسلطة ملكية وبرلمان كما هو الحال في الأردن..ولكن ما لم يفكر فيه البريطانيين هو ان العراق دولة وحضارة وشعب كان دوره محوريا في المنطقة..وبما ان الجهل والأمية كانت تضرب اطنابها في الشعب العراقي بسبب الاحتلال التركي للعراق..تصور من بنى النظام الملكي ان الخطة ستنجح وان الملكية ستكون خيمة سياسية وشعبية فوق التناقضات العرقية والطائفية كما هو الحال في بريطانيا نفسها ..ولكن هذه التجربة المصطنعة فشلت وأجهزة الطائفية على مقدرات البلاد ودخل العراق في مستنقع الصراع الإقليمي الطائفي والعرقي..الكويت اصبحت امرا واقعا وحققت بريطانيا مبتغاها واستطاعت ان تجني من ذلك السيطرة على المنطقة بأكملها..في الكويت اصبحت قاعدة لبريطانيا وبعد ذلك معها امريكا..فاموال الكويت اتخمت خزائن بريطانيا بالعملة الصعبة والاستثمارات..حاول عبدالكريم قاسم المطالبة بتصحيح الأمور واعادة الاراضي العراقية التي تم تأسيس الكويت عليها..قاسم الذي قضى على النظام الملكي والنفوذ البريطاني في العراق..دفع ثمن ذلك بتصفيته واعادة الطائفية بوجه بعثي قومي تم تدبيره كخطة طبخت في مصر وسوريا ومعهم السعوديين رغم العداوات فيما بينهم.. البعثيين وتبين لاحقا ان انقلابهم وبعثهم تم بتدبير من المخابرات الأمريكية باعتراف السياسيين الأمريكان في ذلك الوقت لاحقا..الخلل الحاصل في ما حصل للعراق بعد تأسيس الكويت هو مكمن الفوضى والدمار الذي حل بالعراق..وبما ان سابقة هونج كونج الصينية كانت مثالا على طريقة تفكير البريطانيين مستعمرين..بريطانيا خرجت من الصين باتفاقية لمدة 100 سنة تركتها الصين منطقة محتلة من قبل بريطانيا حسب اتفاقية بين البلدين..انتهت المدة وعادت هونك كونك الى الصين ولكن بشروط ..واستغلت الصين ذلك واستطاعت ان تستفيد من الوضع الاقتصادي الغربي لهونك كونك وأصبحت هونك كونك الباب الذي دخلت منه الصين الى الاقتصاد الغربي..وبما ان النظم التي حكمت العراق كانت بدائية في تفكيرها ..أصبحت الكويت هي السلاح الذي عاقبت به العراقيين على عداوتهم مع بريطانيا..شيوخ الكويت فهموا لعبة بريطانيا واحتموا بها ومهما تغير الوضع المستشار البريطاني لازال هو الناصح الأمين لهم..فالكويت حالها حال كل الانظمة العربية تلعن الغرب وتمارس التطرف الطائفي ولكنها في نفس الوقت الحليف الأمين للغرب..فالحروب التي قادتها الحكومات المتعاقبة على حكم العراق كان يقف خلفها طرف ثالث يربح على حساب جهل هؤلاء الحكام العراقيين..الحل للعلاقات الكويتية العراقية هو ارضاء الطرف الثالث ومصالحه وان ينخرط العراق بنفس اللعبة التي تمارسها تركيا مع الغرب..عضوية الناتو والشراكة الاقتصادية والدينقراطية على النموذج الغربي والتنمية الداخلية وحماية حدود ومصالح تركيا..هذا سيجعل الغرب ينظر للعراق كمصلحة عليا وعامل ربح له بدون ان يفرض شروطه واستراتيجياته في المقاطعة والحصار والاحتواء وعرقلة التنمية وحتى العبث بالداخل..وتكرهون شيئا وهو خيرا لكم..بهذه المقولة يجب ان تعمل حكومات العراق مع الكويت والغرب معا..