كريم البيضاني
الجزء الاول
قام حكام الصين في الازمنة الفابرة بحروب ضد الغزاة الطامعين باحتلال الصين والاستيلاء على اراضيها وخيراتها وشعبها..وفكر اباطرة الصين ببناء سياج او سور حول تلك البلاد الكبيرة ..واستمر بناء هذا السياج عشرات السنين وسمي بسور الصين العظيم..ومع ذلك وقعت الصين في قبضة الغزاة واخرهم بريطانيا..ثم جاءت الشيوعية وتحررت الصين واصبحت موحدة ولكنها فقيرة ومتخلفة..الى ان جاء الرئيس الحالي للصين وفتح ابواب سور الصين الشيوعي على الرئسمالية والغرب العدو اللدود للشيوعية..
اصبحت الصين دولة صناعية وشبه رأسمالية وعاش الشعب الصيني بحبوحة التطور والثراء ..حتى اصبحت اكبر واشهر الماركات العالمية من السيارات والموبايلات والكومبيوترات والمستلزمات الرياضية وكل ما يفكر به العالم..ياتي من الصين..تغولت الصين واصبح لها محطة فضائية خاصة بها واصبحت تتكلم عن السيطرة على تجارة العالم عبر مشروع يتجاوز كل الخطوط الحمر التي اتفق عليها الغرب وامريكا مع الحكومة الصينية..ونرجع الان الى قصة الصين مع العراق..بعد سقوط نظام البعث الشمولي الذي يشبه النظام الشيوعي الماوي قبل النهظة الصينية الحالية..اصبح العراق بحاجة الى طريق جديد يتسم بالواقعية ويدخل لعبة الامم وسياسة فن الممكن على حساب الافكار والمبادئ المتحجرة التي كانت سائدة في عموم المنطقة التي تحيط بالعراق.سلك حكام العراق تحديدا اسلوب البلطجة والاستهتار والاستخفاف بقدرات الاخرين والاستهانة بعواقب ما يحصل بعد ذلك..واستخدموا اسلوب الروليت الروسي..اما الفوز او الانتخار…لقد ادرك العالم بعد ازمة اوكرانيا اهمية اقطاب اللعبة الدولية في كيفية ادارة الازمات..وتبين للجميع ان من لايلعب مع الكبار ويقبل بلعبتهم يذهب تحت اقدامهم مهما بلغت قاسية..العراق الان وفقط العراق هو مفتاح الحل والخراب في ان واحد للمنطقة..مشروع الصين ومشروع الروس ومشروع امريكا وخلفها الغرب الرأسمالي..لقد جرب العراقيين الركض وراء السوفييت والاشتراكية ونظام القائد الاوحد وعربدة المواجهة مع الشرق والغرب والنتيجة هي العودة الى نقطة البداية..فلازال العراق يدور في دوامة بلورة الدولة الطبيعية التي ترسخت في كل ارجاء المنطقة والعالم..الا العراق..مشروع الصين الحالي يسعى الى ايصال التجارة الصينية الى منطقة الشرق الاوسط وافريقيا وطبعا اوربا شريك الصين الكبير..العقبة الوحيدة هي الطاقة والطرق التي تمر بها التجارة..وسائت الاقدار ان يكون العراق ان يكون البوابة والمحور لكل ذلك..فاقصر الطرق لمرور التجارة يمر عبر العراق..الى تركيا واوربا والى الاردن وافريقيا والى ايران ومنها الى اسيا بكاملها ..وكذلك الطاقة بكل انواعها ان كانت الاحفورية او الطاقة المتجددة من الشمس والرياح ومن الهيدروجين الاخضر..لايشك احد في نوايا ووطنية السيد كريم بدر المبشر بطريق الحرير الصيني..وسنناقش الامر في الجزء الثاني من المقالة..