كريم البيضاني

عندما نتكلم عن قضايا وازمات الاكراد في المنطقة لانعني الشعب الكردي ..لان بلاء الشعب الكردي مع الاحزاب الكردية اكبر من ماتعانيه شعوب المنطقة من الشريط الحدودي المار بين سوريا وتركيا والعراق وتركيا والعراق وايران..البلاء الاخر هو انتشار الاكراد الفيلية الذين يعتنقون المذهب الاسلامي الشيعي..وهؤلاء هم من يعاني منهم العراق منذ رجيل العثمانيين..جاء الانكليز كمررين لافاتحين هكذا خاطبوا العراقيين في البصرة حيث دخلوا..تنبه لذلك بعض الاكراد الذين يعيشون ضمن النسيج العراقي الشيعي في الجنوب والوسط..وانتهزوا الفرصة بعد معاناتهم مع العثمانيين حيث كانوا يشتغلون ضد العثمانيين خدمتا للايرانيين..رفض الشيعة بفتوى دينية التعامل مع المحتل الانكليزي مثلما رفضوا العثمانيين..طرح بعض الاكراد الفيلية انفسهم كبديل عن شيعة العراق وخالفوا فتوى المرجعية الدينية ورسخوا الحتلال البريطاني في العراق..وهنا طبعا نتكلم عن بعض الفيليين الاكراد وليس عموم الفيلية الذين تم تسفيرهم وطردهم من بلدهم على ايادي وباشراف نفس الشرذمة التي تعاونت مع الامحتلين الانكلز..اغلب قيادات حزب البعث كانوا من هذه الشرذمة وتغلغلوا في مفاصل الدولة وخدموا طائفة اخرى على حساب ابناء مذهبهم في الدولة..فمن حكم الجنوب باسم الانكليز وباسم بعثية الشام وباسم المحتل الامريكي حاليا هم نفس الشرذمة وبصفات ووجوه متعددة..حتى اصاب الدولة العراقية الشلل حتى ولو كانت من اثرى البلدان بالموارد المادية والبشرية..

اكراد ايران استغلوا ضروف الحرب العالمية الثانية واعلنوا تأسيس دولة كردية في مهاباد عاصمة محافظة اذربيجان الغربية الايرانية..وكان وزير دفاعها هو ملا مصطفى البرزاني..واعادت الدولة الايرانية السيطرة عليها وهرب ملا مصطفي وبقية رفاقه الى امريكا ومن ثم الى اسرائيل بعد تاسيسها..شرذمة اكراد الفيلية الذين تعاونوا مع الانكليز تحول قسم منهم الى شيوعيين وركبوا موجة الاتحاد السوفييتي وقسم اخر ذهب الى جمال عبد الناصر الذي سيطر على سوريا وتاسس فيها حزب قومي لترسيخ نفوذ العرب الذين احتلوا العراق والشام باسم الدين..واصبح التنافس على اشده حين حدث انقلاب عبدالكريم قاسم بمساعدة نفس الشرذمة من الانتهازيين الفيليين..وخربوا ماقام به قاسم وبدعم روسي من انجازات في السكن والتعليم والصحة تماما كما كان يفعل السوفييت مع اي حليف لهم في العالم..تنبه لذلك جمال عبد الناصر واسس خلايا قومية وجاء بشخص من شرذمة الفيلية يدرس في مصر وارسله للعراق ليبشر بالقومية العربية وعروبة العراق..وتحرك على نفس الشرذمة التي حكمت مع الانكليز ومنهم عائلة علاوي ..وكان عمر اياد علاوي 14 سنة عندما اصبح بعثيا..الامور معقدة ومتشابكة..اغتيل حليف الروس عبدالكريم قاسم وجاء البعثيين الذين هم من نفس الشرذمة ولكن بقطار امريكي الذي اصبح منتصرا بعد الحرب العالمية الثانية..

تحرك ملا مصطفى البرزاني بمساعدة الامركان واسرائيل الى النجف والكاظمية حيث الحوزات الشيعية وارسل ابناءه الى النجف ليدرس هناك..وتحركت شرذمة الفيليين في مسار متوازي ..وطرحوا على ابناء جلدتهم تاسيس احزاب قومية كردية واستغل هؤلاء نفوذهم في الدولة العراقية ورجال الدين وتاسس الحزب الديمقراطي الكردستاني التابع لعائلة البرزان وتم تاسيسه في بغداد .. وتعاونت معه عائلة ايرانية اصفهانية في التحريض على عبدالكريم قاسم واسقاطه بفتوى من المرجع الحكيم حيث عمل الاثنان سويا على السيطرة على شمال العراق وجنوبه..يتبع