منذ ان ابتلى العراق بالاحتلالات المتكررة والسعي الى تهديم الدولة العراقية..وكلما جاء احتلال يحاول تحوير المجتمع العراقي باجتهاده الخاص لكي تسهل عملية السيطرة على البلاد ومقدراتها..

في كل دول العالم وشعوبها ترتكز على الدساتير والقوانين في تسيير امور البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا..في العراق اختلط الحابل بالنابل دائما..فصدام كان يحتجز بث التلفزيون ليتكلم عن غيل اليدين والاستحمام وطريقة لبس الحذاء..وشاهدته مرة يسال احد الذين زاروه من المواطنين..هل تعرف لماذا تنتشر امراض الغدة الدرقية في الموصل وليس في البصرة؟؟..اندهش المواطن من السؤال وتلعثم وصكت فاجابه صدام بجواب تافه لاصلة علمية له بتفسير السبب..

اهم وظيفة لرجل الدين والمؤسسات الدينية حاليا هي مساعدة الدولة في مكافحة الانحرافات والظواهر الشاذة التي تنتشر في كل المجتمعات وبدرجات متفاوتة..ومن حق المؤسسة الدينية ان تطرح وجهة نظرها في الامور الاجتماعية وليس السياسية والاقتصادية..

فتناغم العمل بين السلطة السياسية والدينية يساعد على بسط السلم الاهلي او تاجيج الازمات وخلق الفتن..فالاعمال بالنيات..وخطبة جمعة السيد مقتدى الصدر حول الشذوذ الجنسي وتجنيد تيار سياسي بغطاء ديني له اثار جانبية على خطط الدولة والحكومة في مكافحة الانحراف في الالتزام بالقانون والنظام..

والهاء الناس بامور ليست ملحة الى درجة تفشي المخدرات والفساد المالي والاداري..وكنا نتوقع من السيد مقتدى الصدر ان يدعو اتباعه بايجابية العمل مع مؤسسات الدولة التي تحارب على كل الجبهات من اجل اعادة حقوق العراقيين من مال منهوب ومشاريع خدمية متلكئة..كنا نتمى ايظا من السيد مقتدى الصدر ان يدعو اتباعه الى الاخبار عن الفاسدين واللصوص في تياره ويسلمهم الى العدالة لنيل جزائهم..فالاقربون اولى بالمحاسبة..

ويتردد في الاوساط الشعبية العراقية الاستقرار الذي تولد بعد تسكيل الحكومة وابتعاد اتباع السيد الصدر عن المشهد السياسي مما ولد حالة من التقارب المجتمعي حول ضرورة المحاسبة والتخطيط والتنفيذ بعيدا عن المهاترات السياسية..نتمنى ان ننسى حقبة الفوضى مثلما نسينا صدام وحروبه المستهترة..