➖ مسعى خائب
من المرجّح أن قبولَ مكتب السيد السيستاني إستقبالَ “بلاسخارت” أتى بدافع المجاملة للمسؤول الرفيع الذي جاءت برفقته (الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات).
– خصوصاً أن إستقبالها جاء بعد إنقطاعٍ طويل جعل الشارع الإسلامي يتأمّل أن هنالك قرارا بمقاطعتها – بعد الإستياء الكبير من تدخلاتها الوقحة والتي أكسبتها سمعة سيئةً بين العراقيين .
.. خصوصا مع إنحيازها السياسي الواضح للمعسكر الأمريكي ، مما أفقدها الأهلية لتمثيل الموقع الحيادي المفترض للأمم المتحدة ، فهي لم تعُد وسيطاً صالحاً لحل الأزمات – بل عاملاً في تأجيجها.
– توقيت زيارتها بلحاظ الظرف المحليّ والاقليميّ يدعم بقوة الظنون بأنها تسعى للحصول على التأييد في ملفّين :
▪️الأول : ترهيب حكومة الإطار بفوضى مشابهة لتشرين – على خطى السفيرة الأمريكية – اذا ما واصلت خطواتها الإستئصالية للتركة الفاسدة والعميلة التي خلفتها حكومة الكاظمي ، وردعها عن التقارب مع الصين.
– في 2019 إندلعت تشرين بعنوانها “إحتجاجات معيشية وانتفاضة ضد الفساد ” .. مما شجع الزعامة الروحية على تأييدها بشكل واسع.
– والأمريكان مدركون تماماً أن تحريكَ إحتجاجاتٍ جديدة لن ينجح ما لم يُحرِزوا تأييدَ مكتب السيد – أو حياديّتَه في أقل تقدير .
.. وهذا ما أستدعى دفعهم بلاسخارت لزيارة السيد برفقة ممثل الأمم المتحدة – تمهيداً لتكرار دورها السابق في إنتزاع تأييد الزعامة الروحية “لحق المواطنين في التظاهر”.
▪️الملف الثاني هو : النفخ في نار الاحتجاجات الإيرانية بعدما إتضحت قدرة الجارة الشيعية على إحتواء الأزمة وانتقالها لمرحلة إخماد الفتنة وإستئصال جذورها.
– يحلم الأمريكان وحلفاءهم أن ينجحوا في ضخ دماءٍ جديدةٍ للإحتجاجات الإيرانية من خلال تحريك بعض المتدينين للنزول الى الشارع ، ليتصدروا واجهة الاحتجاجات – بينما يتراجع المتهتكون والمخربون والسافرات للصفوف الخلفية، وتُستبدَل شعاراتُ ( خلع الحجاب واسقاط العمامة ) بشعارات وطنية غير مستفزة للأغلبية المتدنية في المجتمع الإيراني .
– كما يأملون في تحريك شخصيات دينية قريبة من الاصلاحييين – لإعلان تعاطفها مع الموجة الجديدة التي تخطط لها أمريكا ، والتي يفترض بها أن ترتدي ثوباً إسلامياً – كي تفتحَ البابَ لتأييد بعض المرجعيات الكبيرة.
▪️لكن الشارع الإسلامي يمتلك ثقةً عاليةً بحكمة مرجعياتنا وقدرتها على وأد المؤامرة الجديدة – بشقيها العراقي والايراني .
.. خصوصاً بعد إستخلاص العبرة من تشرين ، والتي نجح خلالها الأعداء في استثمار الموقف الإنساني لمرجعية السيد السيستاني ، كي يوفروا الغطاءَ المعنوي لمخطط الانقلاب ، والذي جاء بمصطفى الكاظمي وإنتهى بنهب المليارات وإفقار الجنوب الشيعي وإصدار قرارات كارثية وعقد إتفاقيات خائبة ، وخلق فوضى إمنية لا مثيل لها أوشكت أن تسقط العراق وتعود بالبعث – لولا عناية الله.
▪️كما أن هنالك إدراكاً كاملاً في النجف الأشرف لخطورة المؤامرة الجارية على إيران، وأن لا مصلحة للشعبين الإيراني والعراقي في تأييد ما يخطط له أعداء الإسلام بهدف تفكيك عناصر القوة الشيعية، وارجاعنا إلى زمن الهوان والذل والهيمنة الأجنبية.
– نأمل أن السيدة “بلاسخارت” قد عادت خالية الوفاض من زيارتها ولم تخرج بنتيجة منها سوى علبة الدهين.
٩ -١٢ -٢٠٢٢
كتابات في الشأن العراقي – الشيعي