كريم البيضاني
الكلام عن الفضاء وغزوه قد يكون عمل من قصص الخيال العلمي في بلدان مثل العراق لاتوجد فيه اسس كريمة للعيش والسكن والامان..ولكن خطوات تحقيق ذلك تبدأ وتنتهي بفرار سياسي من جهة او قوة او سلطة اوشخص محوري في السلطة..وهذا ينطبق على بلدان كثيرة وشعبوب محتلفة.
والان نرجع الى موضوعنا الذي نتناول فيه بعض الامور التي يفكر فيها العالم المتقدم والذي ترك وراءه ما تعانيه شعوب الخرافة والماضي الاليم..
المكان المكتشف الى الان في كل ارجاء الكون والصالح للحياة هو الارض..فالارض هي الجرم السماوي الوحيد الذي يحتوي على الماء السائل والغلاف الجوي والغلاف المغناطيسي..
فالماء ليس فقط سائل لارواء ضمأ الامسان بل هو مصدر الاوكسجين للتنفس ..يتحلل الماء الى مكوناته الاساسية وهي ذرتي هيدروجين وذرة اوكسجين ..الاوكسجين يتنفسه الانسان ليعيش والهيدروجين هو مصدر الضوء القادم من الشمس..حيث ان الشمس عبارة عن قنينة عاز من غاز الهيدرًجين وبسبب حجم الشمس وجاذبيتها الهائلة تنصهر نواة ذرتي الهيدروجين وتندمجان وتكون عنصر كيميائي جديد هو الهليوم ..وهذا الهليوم يحترق ويولد درجات حرارة مليونية بالمقياس الميؤي..
ينطلق الضور الناتجزعن احتراق الهليوم لينقل الحراة والضوء الذي يضيئ الارض ويدخل في تفاعلات دورة الحياة على الارض وهي النبات الذي يتغذى على ثاني اكسيد الكاربون والاوكسجين..ينطلق الاوكسجين من اوراق النبات ويبقى الكاربون الذي يولد الخشب والثمار التي يتغذى عليها الكائن الحي..ويعتبر عنصر الكربون اساس الكائنات الحية ..فعمر الكاربون يحدد الفترة التي تكون فيها كائن معين وعاش ومات وتحول الى عناصر اخرى..
ومن خلال الابحاث العلمية ان وجود الانسان الموثق بدأ بصورته الحالية منذ بضعة الاف من السنين سبقته عملية تطور للبشر من حالة حيوانية بدائية الى مرحلة التحضر بفترة زمنية تعد بملايين السنين او مئات الاف السنين..
وبما ان الانسان يشبه القرود الى حد بيهيد في خواصه البايولجية..مثل الحمض النووي وعدد الصفات الوراثية الخ.. اصبح الاعتقاد السائد هو ان اول انسان وجد على الارض كان في افريقيا ..واول الهياكل العظمية التي عثر عليها هي في افريقيا..
المهم في كلامنا عن مصير الارض والبشر الذين يعيشون عليها..اصبح بيد البشر انفسهم..فبضغطة زر يمكن ان تفنى البشرية بالسلاح النووي تحديدا..لان هذا السلاح ايس فقط سيبيد البشرية ولكن يقضي على مقومات الحاة على الارض عبر الاشعاعات الماتجه عنه.،
تماما هذه المعظلة تواجه الانسان الذي يريد الهجرة الى الفضاء الخارجي..فاذا كان للارض وسائل وقاية من هذه الاشعاعات المميتة والمسرطنة للبشر والكائنات الحية وبمعني اخر هو تدمير حمضها النووي ..فلاتوجد مثل هذه الضروف على كواكب واجرام سماوية اخرى..فالشرطان الاساسيان الواجب توفرهما للعيش الطبيعي هو الماء بصيغته السائلة وتوفر واقي من الاشعاعات الشمسية والكونية..
ولهذا تم اختراع بدلة او لباس للانسان يمكنه التحرك فيه والعمل خارج نطاق الكرة الارضية وضروفها الطبيعية لحياة الانسان..
وزن البدلة 130 كيلو غرام على الارض اما في الفضاء وانعدام الجاذبية فتساوي صفر اي بلا وزن..يستطيع الانسان بهذه البدلة العيش خارج المركبات الفضائية لمدة ثمانية ساعات..وتحتوي على اجهزة معقدة وكثيرة مثل الحفاض على درجة الحرارة الطبيعية لرجل الفضاء وفيها جهاز تبريد يعمل بالماء لتبريد الجسم عبر انابيب بلاستيكية..وفيها قناني اوكسجين للتنفس ووسائل اتصال بالمركبات الفضائية والمحطات الارضية..الخ
تكلف البدلة الواحدة 12 مليون دولار امريكي..
وهذه البدلة ادت دورا عظيما في مجال بناء المحطات الفضائية والنزول على القمر..طبعا البدلة لاتستخدم داخل كبسولات المحطات والمركبات الفضائية لان هذه المحطات هي عبارة عن بيئة تشبه بيئة الارض من الداخل تقريبا ولو بامكانيات محدودة..
قد يتسال البعض لماذا هذه الرحلات الكثيرة الى الفضاء الخارجي وماهي فائدة تلك المركبات والمحطات الفضائية ولماذا تصرف هذه الاموال الهائلة على هذه الرحلات..والجواب هو ايجاد حلول للتحديات التي سيواجهها البشر حين سكنهم وعملهم خارج جاذبية الارض وغلافها الجوي ..وطريقة ايجاد ضروف العيش خارج الارض..
وكان العلماء يعتقدون ان القمر سيكون هو البديل او الجرم السماوي الاحتياط لبقاء البشرية ان حدث مكروه للارض وسكانها..ولكن تبين ان ذلك غير ممكن ومكلف جدا..بسبب عوامل عديزة..
ووجد العلماء ضالتهم في المريخ ..المريخ حجمه نصف حكم الارض وجاذبيته نصف قوة جاذبية الارض وكذلك غلافه الجوي رقيق ولكنه قابل للتلاعب به ليصبح ملائم للاستفادة منه دون استخدام وسائل اصطناعية..
الغلاف الجوي يحتوي على نسبة اكثر من تسعين بالمية على ثاني اوكسيد الكربون ..وقليل من الاوكسجين وعناصر اخرى..ومياهه عبارة عن بحار متجمدة ..
فاذا توفر الماء بصيغة سائلة وهذا سيحاول العلماء ايجاد طريقة لاسلته بطريقة علمية عبر الاختباس الحراري ورفع درجة حرارة سطح المريخ..ساعات اليوم في المريخ هي اربعة وعشرين ساعة زائدا نصف ساعة تقريبا وهذا يشبه يوم الارض..عيب المريخ ان مجاله المغناطيسي ضعيف جدا ولايمكن ان يكون غلاف واقي من الاشعاعات الكونية المميتة للكائنات الحية..ويفكر العلماء بغزو المريخ عبر انشاء مستعمرات تحت سطح ارض المريخ واستخدام اليوت الزجاجية او الدفيئات لانتاج الغذاء ..لكي لايجلب الانسان غذاءه من الارض..ومن خلال سرد هذه الامور مجتمعة..ندرك حجم الجهود ابعالمية التي يبذلها العلماء من اجل هذا الهدف..ونحن نتكلم عن خطوات اولية تتبعها خطط لعشرات السنين ولمئات السنين والاف السنين..وهناك ابتكارات كثيرة مثل الرحم الاصطناعي وانجاب الاطفال والحيوانات مختبريا حتى يتك الحفاظ على نوع الكائنات الحية كما هي مع تكييفها للضروف الغير طبيعية خارج الارض..حيث انعدام الجاذبية التي تغير من مواصفات حسم الانسان والحيوان والنبات..
على فكرة ان طقس المريخ عند خط الاستواء يشبه طقس النرويج ومعدل درجة الحرارة في خط الاستواء 27 درجة مئوية