كريم البيضاني

اولا انا لست واعظا دينيا ولا انتمي الى طائفة دينية معينة بمعناها الديني بل اؤمن ان الخالق موجود وملموس ولا يحتاج الى دليل سوى ان نشغل العقل الذي هو السر في كل هذا الكون..

فالايمان بوجود الخالق ليس طقوس او ملابس ولحى وفتاوى وحروب مقدسة بل واقع حال يجب على الانسان ان يدركة وهذا الايمان ليس ظاهرة مخيفة او مرعبة للانسان حول مصيره بعد ان تنتهي السنوات التي هي مقدار ماتتحمله اعظاء جسمه..فاعظاء الانسان لها عمر تشغيلي تنتهي بنهاية عمرها الافتراضي ويموت الانسان مرغما..وهذه الميكانيكا او التكرار في حصول ذلك بين كل المخلوقات يؤكد ان هذه الامور تمت بفعل فاعل ومبتكر وخالق ومهندس والكثير من المسميات التي تتوجه الى جهة واحدة وهي الخالق..فالكلب والخنزير والانسان والقرد والبقرة .وبقية الكائنات الكبيرة والصغيرة..لها نفس المكونات ولكل كائن حي له وظيفة وبيئة وماكل ومشرب ومنام ولكن في داخلها تتشابه في وظائف اعظاء جسمها..فالكائن الحي هو من تسير السوائل في هيكل جسمة وهذه السوائل تتكر عند معظم الكائنات الحية ..واغلبها يكون لونه احمر وهو الدم..وهناك الوان اخرى ولكن بنسبة تكرار قليلة نسبيا ..

فالكائن الحي هو نبض وسائل وانسجة وهيكل صلب او مرن..الكائن الحي لديه نبض وهذا النبض يعني مضخة للسوائل وتحتوي على عظلة تنبض وعندما تتوقف بعد انتهاء عمرها الافتراضي تنتهي حياة الكائن الحي..

ومن الامور المفيدة لمعرفة مانقصد من كلامنا هذا هو..الالات والاجهزة الساكنة والمتحركة..فقد كان الانسان سابقا يسخر ما حوله من كائنات ومواد بصورة بدائية ..خالية من الابتكار والتطور وهي الدابة والشجرة والنار والارض التي تنبت فيها البذور وكذلك الفواكه والخضار والحيوانات التي يكلها والماء الذي يشربه والهواء الذي يتنفسه…الخ..وهي امور موجودة في الطبيعة ولم يبتكرها الانسان بنفسه بل وجدها واستخدمها وكان هناك من سخرها له ليتطور ويعيش ويتكاثر ويصل الى ماهو عليه الان..ويسمى هذا بعملية التكيف مع المحيط الذي حوله ليستمر..وهذا لاينطبق على الانسان والحيوان فقط بل النبات ايضا والبكتريا وغيرها من الاشياء..

وعندما درست التصميم الصناعي بالحاسوب تيقنت ان من خلق هذه الاشياء هو جهة واحدة وادوات صناعتها مواد تتكرر في كل حالة من الحيوان ومنه الانسان الى الشجر واصنافه..واللبنة الاساسية في هذا هي الخلية العضوية..ولماذا عضوية لان هناك الان خلايا مادية معدنية او مايسمى الترانزيستور وملحقاته..فالترانزيستور المادي المعدني هو شيئ مكافئ للخلية التي يتكون منها جسم الكائن الحي..وهو تقليد لما وجده الانسان واكتشفه..

وهنا ندخل في تفاصيل اكثر وهو جهاز المخ ومافيه من مكونات منها الامر الغير مرئي وهو العقل..وهنا يكمن سر الخلق..فجميع الكائنات الحية هي عبارة عن مكائن الية تؤدي وضائف محددة ومبرمجة مسبقا وتفيها المخ يكون مبرمجا ببرنامج معد مسبقا وفيه امور محدوة في التفكير وكذلك خارج نطاق هذه الوضائف في مجالات ضيقة وبدائية..

وهنا نصل الى ماللخالق من ملكية فكرية وماللمخلوق من ملكية فكرية..فالذكاء الطبيعي هو ما خلقه الخالق ووضعه في جهاز المخ عند الانسان وبمقادير محدودة عند بقية الكائنات..وهناك الذكاء الاصطناعي وهو من ابتكار البشر المقلد عن الذكاء الطبيعي..

فالاجهزة التي ابتكرها البشر او لنقل خلقها تقليدا عن ما خلق الخالق هي عبارة عن الات بدائية جدا قياسا لخلق الخالق..

في القرن الماضي والحالي هناك محاولات لانتاج او خلق خلية او ترنزيستور عضوي يحاكي طريقة عمل الخلية العضوية التي ابتكرها الخالق ..واذا نجح الانسان في ذلك فسيقوم بصناعة مخلوقات تشبه المخلوقات الحية الحالية وربما تضا هيها وتتفوق عليها في الصناعة والابتكار بمقاييس الانسان وقدراته..ولكنها قطرة في محيط القدرة الالاهية فى الخلق والتكوين..

فتصميم الاعظاء البشرية ومنها المخ تتطلب هذه القدرات التي تمتلكها خلايا الكائنات الحية التي خلقها الخالق..

وهنا ناتي على عملية استنساخ الخلية الموجودة اصلا وواقعا وهي ملكية فكرية للخالق..ومقلدة من قبل الانسان..فالانسان اكتشف طريقة الاستنساخ لكي يصنع قطع غيار للانسان وبقية الكائنات الحية لكي يستطيع استبدالها بجديدة عند انتهاء عمرها الافتراضي..وليس بعيدا ان تكون هناك علاقة بين الخلية المادية وهي الترانزستور وبين العضوية وهي خلية الخالق..

فمافعله الخالق هو تكرار وتكرار لمخلوقات عضوية تتحرك وتنتج وتفكر وتقرر وتدافع عن نفسها وتحمل اسفار لها ولغيرها الخ..فالقلب موجود عند الخروف الذي ناكله والبقرة التي ناكلها والسمكة والطير الذي ناكله وكذلك عند الانسان ..ويوجد الدم والعصب والانسجة والعيون والانف والرئتين والمخ والاطراف واعظاء التكاثر وامور اخرى مكررة في كل ذلك..وان اختلفت اشكال الكائنات الحية واعظائها ..فالطير لديه ريش والسمك لديه حراشف وزعانف والبشر لديه ارجل ويدين الخ..كلها اعظاء مبتكرة من الملكية الفكرية للخالق..

ومقولة سر الكون وضعه الخالق في خلقة مقولة صحيحة وبليغة..فكل شيئ ميكانيكي ..يتحد الحيمن بالبويضة ويبدأ تكاثر الكائنات الحية ..وتنمو اجنة بطريقة ميكانيكية بطريقة الانقسام..وهذا يتكرر عند البقر والماعز والطير والسمك والانسان الخ..

وهناك نوعان من الخلايا فقط في هذا الكون على مستوى واقع الكائنات الحية على الارض ولانعلم ان كانت هناك اشكال للحياة على اماكن اخرى خارج الارض ..وهذان النوعان هما الخلية الحيوانية والخلية النباتية..فالخلية النباتية هي المولدة للغذاء والخلية الحيوانية هي المستهلكة للطاقة والغذاء ..والخلية النباتية تستمد طاقتها من الضوء والحيوانية من ماتستهلكه من الخلايا النباتية..واذا لم يوجد النبات فلا وجود للحياة ..فالانسان يحصل على غذائه من كل ماحوله من نبات وحيوان وهو المفترس الجبار لكل شيئ..وبقية الكائنات ان كانت نباتية وحيوانية غير الانسان تتغذى على اصناف محددة من الغذاء..في الغالب..

وخير دليل على صناعة هيكل الانسان مثلا هو عدد عظامه وفقرات عموده الفقري وعظام اطرافه وقفصه الصدري الخ..ولو تمعنا اكثر في جسم الانسان مثلا نجده عبارة عن نصفان متطابقان تماما وهم عبارة عن اعظاء مكررة في اليمين واليسار..فالعينان موجودان في مقدمة الراس بمسافات وابعاد محددة والانف ومنخراه وكذلك اثداء الرجل والمراة وكذلك اظرافه ه السفلى وطول الارجل واليدان والكليتان والرئتان الخ..وهذه الاجزاء المكررة هي لزيادة كفاءة ونوعية الالة التي صنعها الخالق..وحتى القلب الواحد له بطين ايمن وايسر وكذلك شبكة الشرايين والاوردة والاعصاب والعظلات مكررة تماما..وكل ذلك من الملكية الفكرية للخالق والتي قلدها المخلوق وهو الانسان…فكل مانراه من ابتكارات واختراعات هو عبارة عن تقليد فقط..ولكن المعجزة ان من خلق الانسان جعل في جمجمة راسه جهاز المخ التي يشتغل فيه برنامج يسمى العقل..وهذا البرنامج يطور نفسه ويخزن المعلومات في جهاز المخ ويعالجها بمعالج له القدرة لايمكن الوصول اليها مهما فعل الانسان …

ولهذا نرى ان معتقدات الانسان فقط وليس بقية المخلوقات يجب ان تتغير نحو الافظل لتواكب تطور الحياة وامكانيات العقل البشري الحالي والمستقبلي..احتراما للخالق وعرفانا له على فرصة خلقه لنا ولكن بطريقة ترضي الخالق..يجب ان تتطور مناهج الدين لتواكب تطور الانسان وحاجاته..وتسمو به الى مرتبة يصبو اليها الخالق وهي ادركة ماشبه الكمال..فالسيارة البدائية التي صنعت قبل عشرات السنين اصبحت لاتفي بالغرض واصبح العلم في داخلها وجعلها مسخرة لكي تخدم الانسان وتختصر المسافة والزمن..فاطالة الذقن ولبس العمامة الكبيرة واجترار الماضي ليس من الدين في شيئ ..بل هو احد المعرقلات للتطور البشري..فالاجدر بالمخلوق ان يكون عالم الدين ملما بكل علوم الحياة ولو بطريقة ادنى ..لكي لايكون مسببا لانحراق الانسان عن الطريق الذي يريده الله..فالانسان يجب ان يعيش كما اراده الله مكرما ومحترما وحرا وشبعانا ومتعلما ومثقفا وملما بما هو حوله حتى يشعر لخالق بان مافعله تحقق على ارض الواقع..وما دام الخلق هو احدى اعجازات الخالق فعلينا ان نكون قدر المسؤولية.. امامه سبحانه