✍️ قصة للتأمل ٠٠٠
يقول أحد الليبيين :
أيام كانت المخابرات الليبية تعتقل أيَّ مواطن مُطلق لحية …
كان لي صديق يسكن بجواري يُدعى خُضيْر .. مطلق لحية طويلة ليخفي الإعوجاج في فكّه ٠٠
(اللهم لا اعتراض على خلقك).
ومرة كنتُ راكباً البسكليت ذاهباً إلى شغلي ، وإذْ بسيارة جيب وفيها ثلاثة رجال يلبسون سترات سوداء ، وكلهم شخصيات مرعبة… سألوني : أين بيت خضير ؟ فأرشدتهم إليه ، ثم سألوني عن أخلاقه ودينه …
لما تأملتُ بهم صار عندي حدس وحِسٌ استخباريٌّ وعقلي صار يضرب اخماساً بأسداس…
قلتُ في نفسي :
أكيد هؤلاء ضباط مخابرات يبحثون عن خضير لاعتقاله بسبب أنّه مطلق لحيته ، ويعتقدون أنه متعصب ومتطرف ..
علماً.. الشهادة لله… خضير رجال آدمي وطيب كثير ، بس أنا خفتُ عليه ،وكذّبتُ عليهم وقلت لهم :
يا عمي خضير
أكبر نسونجي ، وشرّيب خمر بالحارة ، وبحياته ما ركع ركعة لله…
فصار الجميع يضحك وركبوا بالسيارة وانصرفوا…
أنا لم اخبر خضير حتى لا يخاف ويبطل يخرج من البيت ….
المهم… اختفى خضير ، ولم أعد أشاهده لا بالشارع ولا بالشغل. ومضى عشرون يوماً على هذه الحال ..
فذهبتُ اسأل عنه.. وإذ بأُمّه، سألتها: ياخالة أين خضير ؟
قالت : صار له عشرون يوماً وهو مريض يا إبني ، فناديتُ عليه وخرج…
وإذا به أصفر اللون ، غائر العينين كأنه طالع من القبر .
فقلتُ له: خير ما بك ؟!!.
قال: أسكتْ.. كنتُ أحبُّ فتاة وامنيتي الزواج بها٠٠٠
وقبل الخطبة بيومين جاء أهلُ الفتاة الى الحارة وسألوا عني وعن أخلاقي..
وما بعرف مين إبن الكلب الذي شهد عليّ وقال:
إني نسونجي، وسكِّير ، ومابخاف من الله ولا بصلي.. فلما ذهبت إليهم ضربوني ورفضوا يخطبوها لي ٠٠٠
فقلتُ في نفسي : لقد قضيتُ على مستقبل خضير بسبب مشاعري الإستخباراتية!!
الخلاصة :
لا تجتهد إنْ لم تكن لديك مؤهلات