كريم البيضاني

عندما كان صدام يفتعل الحروب ويقمع الشعب العراقي بواسطة اجهزته القمعية وحزبه البعثي المجرم..تكون الهجرة وترك البلاد شيئ مبرر جدا..وكذلك المعاناة التي تكبد عنائها الهاربين من الطغيان تستحق المغامرة والبحث عن ملاذ امن في ارض الله الواسعة..وهكذا فعل اغلبنا الذين هاجرنا في ذلك الزمن العصيب..اما بعد ذلك فلا مبرر له سوى ان البعض اراد تحقيق رغبة لم تتحقق ايام زمن البعث..الذين تركوا العراق قبل احتلال العراق كانت عيونهم وقلوبهم على بلدهم وساهم الكثير منهم بل اغلبهم في انقاذ اهلهم من العوز المادي وضنك العيش اثناء الحصار والتجويع..واشتغل المهندس في مطعم او سائق الخ واشتغل الطبيب كممرض الخ..وكان اغلب الهاربين انذاك ليس لديهم عوائل واطفال وزوجات الا نسبة بسيطة..بعد ذلك حدث ماحدث وانخرط البعض في فوضى مابعد سقوط النظام..وحصل البعض على اموال واستطاع الوصول الى اوربا ودول اخرى بالرغم من ان الامور لم تكن بهذا السوء مثل ماكانت ايام حكم الرفاق البعثيين..الهدف من هذا الكلام هو ما نشاهده على وسائل الاعلام الاوربية الغربية وخاصة المانيا والسويد حول فقدان بعض العوائل الوصاية على ابنائها..وهناك من وضع في السجن بسبب ذلك وهناك من ارتكب جريمة بحق ابنائه وزوجته الخ..المشكلة تكمن فينا نحن المهاجرين ولا نقول لاجئين..حيث ان اغلبنا استقر واندمج ودرس اولاده وتخرجوا واصبح لديه بيت ومصلحة خاصة وعمل محترم وحتى من اشتغل في مهن ربما تكون في العراق بسيطة مثل البنجرجي والفيترجي واصحاب المهن البسيطة مثل الحلاقين والصباغين وغيرهم..واتضح لهم ان مهنهم في بلاد مثل المانيا توفر دخل محترم وتعطي لصاحبها ثروة ودخل جيد…قبل يومين ضجت وسائل الاعلام الالمانية بخبر عن عراقي هرب من قاعة المحكمة ورمى نفسه من الشباك ..والتهمة هي التحرش ببناته القاصرات..ولكن في الحقيقة هي ما نتعبره نحن وصاية صارمة على الابناء يعتبره القانون الالماني اغتصاب واكراه وكل ما تشتهيه النفس من تهم باطلة..الحقيقة هي ان من يغامر وياتي طالبا حيلة جديدة..علية ان يفهم اسلوب وحياة هؤلاء السكان الذين التجأ للعيش معم..فهنا في المانيا او الدول الاسكندنافية اختصروا الزمن ورتبوا حياة كريمة بطريقة مدروسة وعلمية..ومن يحاول فرض اسلوب حياته التي عاشها في بلده الفاشل المليئ بالفوضى عليه ان يذهب الى اقرب مركز للهجرة ويطلب العوده الى حيث اتى..وهكذا سيحمي نفسه وعائبته وقيمه التي تربى عليها الخ..اما من يريد ان يعيش بطريقة عيشه السابقة ويتمتع بمزايا المواطن الالماني مثلا..فهذا سيعرضه لاشكالات تجر الويلات عليه وعلى من حوله..ونصيحتي الى وزارة الهجرة العراقية التدخل لكي تحمي الناس المهاجرين والمستقرين والمندمجين في بلدان المهجر وتساعد من يشذ عن الطريق بالعودة الى العراق بالتعاون مع دوائر الدولة الالمانية..والا سيصبح من المهين اللابرياء ان يرون الاولاد وهم يجلسون في مقاعد الدراسة او العمل ويسمعون القصص المخزية عن تصرفات البعض الغير مدرك لما يفعل..هناك عوائل واشخاص كثيرين بحاجة الى مساعدة وعلى الدولة العراقية التحرك..وطبعا هناك مجتمعات عرقية عراقية مثل الصابئة والمسيحيين والايزيديين تحديدا لايحتاجون لهكذا مساعدة لانهم مجتمعات متجانسة ومهاجرة وتعرف لماذا اتت الى المانيا ودول المهجر الاخرى وتمارس طقوسها بحرية ..المشكلة هي اننا امام غول التطرف الديني الطائفي الاسلامي تحديدا والارهاب الذي يضرب غالبا المواطنين الابرياء الذين يحاولون مساعدة اولادنا للاندماج في مجتمعاتهم وفهم قوانينهم..فهنا المهاجر العراقي بين نار الجهلة الذين يتصرفون بسذاجة وبين نار التطرف الديني والمذهبي الاسلامي الذي يؤجج نار التطرف اليميني والعنصرية..ودعوة الى اخوتنا في المهجر ان يقوموا بعقد الندوات والتحرك بين الماجرين واللاجئين ..لايصال المعلومة والمشورة الصحيحة لهم لتفادي مالايحمد عقباه لاحقا..ومع الاسف تبقى سفاراتنا متفرجة وتتنصل من مسؤلياتها..فاغلب العراقيين هم مزدوجي الجنسية ولهم حقوق في بلدهم مثلما لهم هنا في المانيا مثلا..السفارات سفرائها ياتون كحصص عن العوائل والاقطاعيات السياسية ويعتبرون وجودم هو مكرمة من مرؤسيهم للتمتع بالحياة في هذه الدول ولايعيشون معاناة المواطن العراقي المهاجر..

كل التفاعلات:

٣أنت، وابو عمار الزيدي وأبو احمد