ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي، صباح أمس السبت، في العاصمة الإيطالية روما متحدثا في تفاؤل كبير عن تطبيع مرتقب للعلاقات بين بلاده والسعودية، وعن خطط لمد خط سكة حديد بين المملكة وحيفا.
لكن توقيع اتفاق- للمفارقة بعد ساعات فقط من تصريحات نتنياهو- لاستئناف العلاقات بين الرياض وطهران، كان بمثابة الصدمة التي استفاق عليها نتنياهو من أحلامه الوردية.
ينهي الاتفاق بين السعودية وإيران 7 سنوات من القطيعة بين البلدين تخللتهم توترات متزايدة في العديد من الملفات أبرزها الحرب في اليمن.
ووقعت إسرائيل نهاية 2020 اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، وتعهد نتنياهو في برنامجه الانتخابي بتوقيع اتفاق جديد مع السعودية قال إنه سيمثل النهاية للصراع العربي الإسرائيلي، لكن توقيع الاتفاق بين إيران والمملكة قد يؤجل بحسب مراقبين تنفيذ الخطة الإسرائيلية.
تلاشي حلم إسرائيل
يقول تسفي برئيل، المحلل السياسي لصحيفة “هآرتس” العبرية، تعليقا على الاتفاق بين السعودية وإيران: “تلاشى حلم إسرائيل في إقامة تحالف عربي دولي ضد إيران، (الجمعة)، بإعلانها أنها ستستأنف علاقاتها الدبلوماسية مع السعودية في غضون شهرين”.
وأضاف في مقال له بالصحيفة: “قد ترسم هذه الخطوة الدراماتيكية خريطة جديدة للعلاقات في الشرق الأوسط وخارجه. إنها تمنح إيران شرعية أساسية بين الدول العربية في المنطقة، والتي قد تؤدي لاحقًا إلى علاقات دبلوماسية مع دول أخرى مثل مصر”.
وتوقع برئيل، أن يمهد الاتفاق لإنهاء الحرب في اليمن، ويؤدي إلى حل مستدام للأزمة في لبنان – وربما يدفع أيضا لاستئناف المفاوضات بشأن الاتفاق النووي.
وتابع: “هذا تطور سيتطلب أيضا من الولايات المتحدة إعادة النظر في موقفها، بعد أن ثبت أن الصين هي التي تمكنت من إعادة تجميع هيكل سياسي معقد كان من المفترض تقليديًا أن يكون تحت رعاية الإدارة الأمريكية”.
فشل السياسة الخارجية الإسرائيلية
تحت عنوان “الاتفاق الإيراني السعودي يكشف أنه لا توجد سياسة خارجية لإسرائيل”، كتب الدكتور ميخال ميلشتاين رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه دايان في جامعة تل أبيب والدكتور راز زيميت الخبير في شؤون إيران في معهد دراسات الأمن القومي (INSS)، مقالا مشتركا في صحيفة “يديعوت أحرونوت” تطرقا فيه للأزمة السياسية التي تعيشها إسرائيل منذ سنوات في ظل عدم وجود حكومة مستقرة وتسببها في تدهور السياسة الخارجية الإسرائيلية.
وبحسب المقال، “من الأضرار الجسيمة لأربع سنوات من الفوضى التي عصفت بإسرائيل فقدان القدرة على إجراء تشخيص دقيق للواقع”.
وأضاف: “لا يتم تحليل كل تحد استراتيجي ينشأ من الداخل أو الخارج بشكل موضوعي، ولكن يتم وصفه على الفور بأنه إنجاز مثير للإعجاب لحزب سياسي واحد أو كدليل على فشل هائل للطرف الآخر. وبدلا من صياغة رد مناسب، يتم تخصيص الأحداث كـ “أسلحة” ضمن تبادل الضربات بين المعسكرين المتنافسين”.
منقول وكالات