كريم البيضاني
في المانيا وامريكا لايوجد مرشح مستقل او مجموعة مستقلة..هناك طيف من الاحزاب الرصينة في المانيا وحزبان فقط في امريكا..في امريكا وباختصار هناك الحزب الجمهوري وهو حزب راسمالي ويؤمن بالسوق الحرة المطلقة وهيمنة الشركات على الاقتصاد..وله ميول دينية تصل الى التطرف اليميني احيا..وهناك حزب ديمقراطي تسيطر عليه النزعة الاشتراكية الاجتماعية وفيه خليط من الاعراق الاخرى غير البيض المهاجرين..ولكن في المحصلة النهائية..لهم دين دنيوي واحد وهو الدستور الامريكي والعلم الامريكي والامة الامريكية والجيش الامريكي والكونغرس الامريكي الخ..هذه ثوابت متفق عليها الجميع في امريكا..اما في المانيا مثلا يوجد نظام دولة تحكمه الاحزاب..وهذه الاحزاب تمثل كل اطياف المجتمع الالماني..فهناك الاحزاب التقليدية الثلاث وهي الحزب الاشتراكي الالماني وله ميول يسارية ويؤمن باقتصاد الددولة وخدمة الطبقة المتوسطة والادنى..اما الحزبان المسيحيان الاخران فهما عبارة عن تحالف دائم وهم الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تمثله السيدة ميركل وكذلك الحزب البافاري الحزب الاجتماعي المسيحي..وهو حزب يمثل مقاطعة بايرن او بافاريا..وفي هذا الطيف السياسي يوجد الحزب الليبرالي وهو حزب يشبه الحزب الجنهوري الامريكي في توجهاته..ويبقى اللاعب الاخر وهو حزب الخضر او حركة حماية البيئة..وهو عبارة عن تجمع ابر لكل المسمياة وينشط فيه المهاجرين ودعاة حماية البيئة وضد كل مايسبب الضرر لها وكذلك هو حزب يؤمن بالديمقراطية ونبذ الحروب الخ..وهناك حزب يساري من بقايا الاشتراكيين الشيوعيين وله جذور ماركسية وينشط في الشمال الشرقي من المانيا وخاصة المانيا الديمقراطية الشيوعية سابقا..
وكل انتخابات تحصل في امريكا والمانيا تسير بقانون ثابت لايتغير بسهولة..وتحصل فيه الانتخابات دون تأويل او تشكيك في عدم كفائته..فبعد الانتخابات وفي نفس اليوم مساءا تعرف نتلئج الانتخابات ومن هو الفائز وتبقى امور صغيرة حول عدد المقاعد فقط بسبب تقارب اصوات الناخبين في مناطق معينة..
في العراق الى الان لايوجد تبلور لهذا التلون السياسي الحزبي بسبب حداثة تجربة النظام الديمقراطي ..حيث لازالت الامور تراوح مكانها احيانا وبسبب ذلك تعطلت الحياة في العراق من كافة النواحي..والسبب ليس النظام الديمقراطي بل ..عدم بلورة منهج محلي راقي لشكل نظام الحكم ويكون عابر للطوائف والاختلافات المذهبية والعرقية والدينية..وهذا امر طبيعي..فلولا الحرب الاهلية بين الشمال الابيض والجنوب الملون الامريكي لما شاهدنا امريكا بوضعها الحالي..حيث بعدها وضع الدستور وولد الدولار وتحركت عجلة الصناعة والتقدم وذابت العنصرية ولو ان بعض بقاياها لازال موجودا ولكن بشكل مشيطر عليه ويمكن حله مستقبلا..
الشيعة في العراق هم الاغلبية وهذا ليس ادعاءا بل من خلال المقاعد النيابية التي تمثلهم في البرلمان..والشيعة هم سكان العراق الاصليين حيث كانت جدذور اغلبيتهم مسيحية وتم تحويلهم الى الاسلام القادم من الجزيرة العربية وتعريب لغتم وهويتهم..اما بحد السيف كما يقتخر بذلك بعض العرب الى الان.. او برغبة ذاتية بسبب تفاعل المجتمع مع الوضع الجديد..لم يكن في ايران شيعة الا بعد ان تاسست الخلافة العباسية على انقاض الخلافة الاموية..وبما ان الامويين كان نصب اعينهم هو العراق وبلاد فارس حيث كانت القسوة على السكان المحليين شديدة..فاصبح الطرفان في مظلومية واحدة..سببت بعد ذلك البلاء والضغينة من جانب العرب ضد العراقيين..فزواج الامام الحسين من بنت كسرى وكذلك انحياز الامام علي الى جانب العراقيين ضد بطش الامويين وتمركز الامويين في الشام..حصل ماحصل ولانريد تكرار ذكره فهو لازال يحكم الوضع السياسي في العراق الى الان..
ومثلما تحالف العراقيين والايرانيين ضد عنصرية بهض الاعراب وليس العرب..تحول الامر من العراقيين والايرانيين الى صراع سلجوقي تركي وصفوي تركي..وكانت ساحة هذا الصراع العراق تحديدا..
في العراق اذا كان الشيعة هم الاغلبية السكانية في العراق فمن هم منافسيهم من الاقليات الاخرى؟؟.. الجواب موجود في مقاعد البرلمان..حيث هناك السنة المستعربين او العرب والاكراد ..اما التركمان والمسيحيين من القوميات السكانية الاصلية في العراق..واقليات اخرى مثل الصاؤئة والايزيديين او اليزيديين كما يسمون احيانا والشبك..فهم اقايات مناطقية تكونت عبر انهيار الدولة العراقية ومجيئ المحتلين والغزاة على مرتاريخ بعد سقوط بابل..
الان وقد انهار النظام ابثي المصطنع والذي تمت ولادته في مختبرات المخابرات المصرية في زمن الضابط المصري القوقازي الاصل جمال عبدالناصر..وامتد معه النظام في سوريا..لتكوين تجمع هجين من الشعوب التي تم تعريبها بسيف قادة الاحتلال العربي لهذه البلدان..ونحن هنا لايمنا الامر الا بقدر ما يخص مصير بلدنا ومصير اجيالنا القادمة..
وهذا النظام الناصري فشل فشلا ذريعا في مصر وسبب لها هزائم ورضوخ لارادات الدول الاخرى وتاخرت مصر واصبحت رهينة الديون والعوز والانقلابات العسكرية والفقر..وكان ذلك مرسوما لها..وحاول نظام الحكم في سوريا ان يتجنب هذه النتيجو عبر المراوغة وتلوين المواقف ولكنه لم يسلم من نفس مصير مصر وحكمها..وان بقي الى الان صامدا على اطلال سوريا..اما في العراق فشائت الاقدار ان يتمادى الحكم البعثي في غروره واوهامه حتى وقع في فخ الحرب الطائفية بين العرب وايران..وانتهى بحاكمه مشنوقا وازلامه هاربين مذعورين منبوذين..
وماشاهدنا من فوضى في العراق ..تيقن العراقيين جميها ان من يقود العملية السياسية ليس العراقيين بل ارادات خارجية تتحكم ببيادق شطرنج..على ساحة رقعة شطرنج العراق..ويتبارز الجميع في لي ذراع الاخر بعيدا عن مصالح الشعب ومصيره..وخير مثال بعد هدنة الصراع اللئيم هذا ولدت حكومة السيد محمد شياع السوداني وهي حكومة مغايرة تماما لما عشناه في فترات العشرون سنة الماضية..والى الان لانعرف اللغز في ذلك..
الان وبعد انكشاف كل اوراق اللعب القذر..لازال البعض يحن الى الفوضى وتحشيد الشارع الشيعي ضد مصالحه..حيث لاتوجد مظاهرات في الرمادي ولا اربيل ولكنها مستعرة في الناصرية..والكل يصيح اين السيد مقتدى لماذا لايقود الفوضى وافشال خطط الحكومة في التنمية ولاعمار وبسط الامن..ويتكلمون بخبث..اذا نزل انصار السيد مقتدى سيسيطرون على الساحة السياسية الشيعية ولكن بالفوضى والعنف..السيد مقتدى ساكت والفتنة تسير تحت ارجل الشيعة..فهل سيصحى من يصحى..وينقذ العراقيين من الفوضى؟؟..